تحقيق فشل مشروع الزيت مع اليابان

يحب أن يكون واقعيا في حياته.. ويحب أن يكون طموحاً في عمله فهو يعتبر الواقعية هي القبول بالخسارة والربح والقناعة بما قسمه له الله.
ضيفنا لهذا الأسبوع فهد بن عبدالعزيز الحقيل من مواليد المجمعة عام 1377هـ.
ولد في بيت علم ودين وتربى في كنف والده الشيخ عبدالعزيز الحقيل الذي انتقل الى جوار ربه هذا العام.
حيث تأثر بشخصية والده فهو لا يبحث عن الملايين في حياته وإنما على السمعة الطيبة مهما كانت الأحوال أو الظروف الزمنية... فقد جعل من ذلك نهجاً في مسار حياته العملية حيث رفض الكثير من المشاريع التي تلقاها من أجل أن يكون واضحاً وشفافاً معهم وبمصداقية انجاز المهمة في الوقت المناسب.
ضيفنا فهد الحقيل رجل اعمال عصامي لم يتأثر بأحد من اقربائه أو اشقائه في المال والأعمال لقربهم من السلك القضائي.. فهو يحب أن يكون في المال والأعمال حتى وإن دعت به الأحوال أو الظروف.
كثيرة هي المحاور التي ناقشناها مع ضيفنا ولنبدأ الحديث معه.
توقد النشاط
 يدخل العمل الحر دائما في مراحل وخطوات نحو بدايات بسيطة كيف كانت بداياتك في المال والاعمال؟
ـ عندما انتقل والدي رحمه الله الى الخفجي واستقر به المطاف في هذه المدينة رئيسا لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كنت آنذاك في ريعان الشباب وبحكم توقد النشاط والطموح حاولت استغلال الفرص المحدودة المتاحة للبداية بعالم الاعمال وكانت البداية لي بالسفر الى الكويت بحكم قربها الجغرافي للخفجي وبدأت بجلب البضائع للقيام ببيعها في مدينة الخفجي ببعض المكسب من شنط واحذية.
اول مشروع
 هل يعتبر هذا اول مشروع تجاري لك؟
ـ نعم اول مشروع.
هذا شجعني
 وكم كان رأس المال لهذا المشروع؟
ــ 50 الف ريال اخذتها من والدي رحمه الله وعندما كسبت 5 الاف ريال فرحت وذهبت الى والدي وقلت هذا ما كسبته في البيع والشراء خذها هدية وشجعني على ذلك ولكنه كان يريدني ان اواصل الجامعة.
الطفرة الاقتصادية
 وكم كان عمرك في ذلك الوقت؟
ـ 18 سنة.
اصرار على النجاح
 هل فكرت بالاستمرار في المشروع في الخفجي؟
ـ نظرا لمحدودية سوق الخفجي فقد قررت الاتجاه للمقاولات حيث كانت المنطقة تعيش بدايات طفرة اقتصادية وصناعية مقبلة ولم تشكل خيبة املي بالتجارة أي احباط بل على العكس زادتني اصرارا على النجاح.
مراحل النجاح
 في البدايات لابد ان تكون معها تحديات وصعوبات.. هل واجهك شيء منها؟
ـ قيل ان اصعب مراحل النجاح تكمن دائما في البدايات صدقني ليس المهم الا نعمل حتى لا نخطئ بل المهم تصحيح الاخطاء والاستفادة من التجارب ولا شك ان الانتقال من عالم التخطيط والاحلام الى ارض الواقع مليء بالتحديات خصوصا الشباب في مقتبل العمر ليس لديه خبرة بمجال المقاولات.
الاستعانة بالخبرات
 اذا ماذا عملت؟
ـ في الواقع قررت الاستعانة بذوي الخبرة.
الاشراف الهندسي
 مثل من استعنت بهم؟
ـ قمت بالاتصال بالمهندس خالد عبدالعزيز التركي الذي كان حينها ينفذ احدى مدارس الخفجي واصبح فيما بعد رفيقا لدربي وادين له بالشيء الكثير حيث يرجع الفضل بعد الله له فيما وصلت اليه من نجاح وتوفيق.. واستعنت بالمهندس خالد للحصول على عقد اشراف هندسي حتى اتمكن من استيفاء متطلبات وزارة التجارة للحصول على سجل تجاري وبعدها انطلقت في عالم المقاولات بأعمال وتشطيب وبناء صغيرة.
التوسع التدريجي
 هل تتذكر كم كان عدد الموظفين في ذلك الوقت؟
- كانت البداية بحوالي 10 موظفين ما بين مهندس ومشرف وفنيين ومن ثم بدأت بالتوسع التدريجي في المشاريع حتى اصبح لزاما علي ان اجد سوقا اكبر من سوق الخفجي.
عاصمة المال والاعمال
 اذا كانت هي البداية الحقيقية للتوسع الكبير لك.. متى كان ذلك؟
ـ نعم كانت هي النظرة للتوسع حيث قررت في عام 1404هـ, الانتقال الى مدينة الدمام عاصمة العمال بالشرقية وبالتالي بدأت التدرج بأحجام المشاريع والتوسع التدريجي في قاعدة الاعمال.
المشاريع التعليمية
 وماذا كان اول مشروع تجاري بالدمام حصلت عليه؟
ـ اول مشروع حصلت عليه كان من شركة الزيت العربية المحدودة وهو صيانة بعض البوكسات العائدة للشركة وتم دخولنا الى المشاريع التعليمية والمشاريع الخاصة بوزارة الأوقاف وقطاعات الدولة الاخرى حيث نما حجم الاعمال وانتشرت مشاريعنا بالدمام والرياض وجدة حتى وصل عدد الموظفين الى اكثر من 400 موظف.
المشروع الواحد
 لم تشعر بالخوف من الوقوع في الفشل؟
ـ الخوف بعيد مني نهائيا وليس له مكانا عندي.. اما الفشل فلا بد منه ولكنني في مشروع واحد تسببت فيه بالوقوع في الفشل.
مشروع الزيت
 ما هذا المشروع؟
ـ اخذت مشروعا من شركة الزيت اليابانية وعدده الثالث بالنسبة لي وكان هذا المشروع صيانة وبدأت فيه وكان عقده بـ 130 الف ريال ولأجل عدم دراستي لهذا المشروع واستعجالي فيه كلفني 200 الف ريال وهذه خسارة بالنسبة لي.
مشاريع اخرى
 تعتبر اول خسارة تتعرض لها؟
ـ نعم ولكن درسي استفدت منه وكانت هي انطلاقتي لمشاريع اخرى.
طريقة التنفيذ
 ما التجربة والاستفادة من خسارتك للمشروع؟
ـ تعلمت انه يجب على الانسان ان يدرس المشروع ولا يتعجل بالربح السريع ويعرف الى اين يذهب ويعرف كذلك طريقة التنفيذ لهذا المشروع والمتابعة اليومية اضافة الى ان الانسان لا يتعجل بأخذ 100 مشروع وليس هذا المهم بل الاهم الانجاز للمشروع ولو كانت لديه 10 مشاريع بل يبحث عن السمعة الطيبة.
رفضت هذا المشروع
 هل حصل ان رفضت مشاريع لمقاولات وصلت اليك؟
ـ نعم طلبت مني رسميا ورفضتها.
التوقيت الزمني
 والسبب في ذلك؟
ـ لانني لا استطيع العمل بها حيث خشيت من التوقيت الزمني في انجازها.
الكفاءات الوطنية
 هل يعتبر ذلك من قياس نجاح رجل الاعمال؟
ـ نعم يجب ان يكون قادرا على انجاز المهام الذي يقوم عليها ولا يعتمد على الآخرين ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ويكون لديه الكفاءات الجيدة التي تساعده في انجاز العمل.
 الكفاءات التي تعمل لديك هل هي وطنية؟ وما نسبة السعودة في المجموعة حاليا؟
ـ نعم لدينا كفاءات وطنية والسعودة تمثل 30 بالمائة.
كيف ترى دور الشباب السعودي في القطاع الخاص؟
ـ صدقني الشاب السعودي طموح ويحب ان ينافس الآخرين وهذا ما لمسته منهم ولكن يحتاج من القطاع الخاص تدريبه وتأهيله.
 خلاصة تجربتك في الحياة.. بماذا تلخصها؟
ـ الحمد لله لما وصلت اليه واشكر الله لما حققته وهو بلا شك من دعاء الوالدين ومن السبل المهيأة من قبل الدولة حفظها الله واعتقد ان أي انسان مخلص يحقق ما يريده.
 لو لم تكن رجل اعمال ماذا كنت تتمنى الوصول اليه؟
ـ رجل اعمال اعود مرة اخرى له.
 لماذا؟
ـ لانني ما تعودت على الوظيفة الحكومية.
 لم تطرق الباب في البحث عن الوظيفة؟
ـ عرضت لي ورفضت بعد ان حصلت على الثانوية لان بداخلي طموحا لا أحب ان اكون فيه مقيدا.
 ولكن العمل الحر فيه شيء من القلق عندما لا يوجد امان وظيفي محدد لك؟
ـ نعم جاءني القلق في تسديد تأخير مستخلصات ولكن تغلبت عليه على اعتبار ان الانسان اذا كانت لديه اهداف فهو يتبعها درجة درجة ليست بسرعة لان الذي يأتي سريعا يذهب سريعا.
 اذا انت واقعي؟
ـ نعم انا احب الواقعية والوضوح وليس الاحلام الضائعة فالرجل العصامي يجب ان يكون اقعيا.. نعم انا اخسر واربح وليس عيبا ان يخسر الانسان.
ولكن هناك ظروفا مختلفة عما كانت عليه في السابق من ناحية الدخول في عالم المال والاعمال؟
ـ نعم الان افضل بخلاف ما كانت عليه في السابق من متابعتك للاعمال لعدم توافر التقنيات الحديثة وان كانت الآن المنافسة موجودة فالعالم اصبح قرية واحدة واصبح الكبير يزاحم الصغير.
 لديك قناعة بما تكسبه ام تبحث عن الملايين؟
ـ ابحث عن السمعة قبل الملايين.
 بماذا تنصح الشباب الطموحين في الاعمال الحرة؟
ـ تقوى الله وعدم التعجل في الطموحات بأن يأخذوا الأمر خطوة وراء خطوة.
 ماذا يأخذ منك العمل من الوقت؟
 12 ساعة يوميا ولكن الاهم من ذلك المتابعة اليومية احرص عليها كثيرا.. لنجاح عملي بمقدار متابعتي له.
 في ظل موجة الارتفاع للاسعار في الحديد.. ما رؤيتك للمقاولات في مواجهة هذه التحديات خلال الفترة القادمة؟
ـ لا شك فيه صعوبة الا القوي المتمكن.. فاليوم اذا لم تصبح قويا ووضعك المادي صعبا فلن تستطيع مواجهة الارتفاعات اليومية والتي اشبهها (بالبورصة) فالمقاولات جيدة خاصة وان الحكومة ايدها الله عملت على فتح مشاريع كبيرة بشكل جيد لجميع القطاعات في الطرقات والمستشفيات ووفرت فرصا وظيفية اخرى للشباب السعودي.
 كيف ترى دور الشركات العائلية واندماج بعض الشركات المحلية في ظل مواجهة الاستثمار الاجنبي؟
ـ الشركات العائلية تمثل الشركات الكبرى مما اصبح لها كيان اكبر.
 ارتفاع اسهم.. وارتفاع عقار وهبوط اسهم وهدوء عقار رؤيتك للاستثمار في أي جانب ممكن ان يكون عليه المستثمر في هذا الوقت؟
ـ لا شك ان الاسهم الآن مهما كانت فهي الآن تسير بشكل جيد فالذي يشتري الآن لا يبيع لانها على المدى البعيد جيدة ولكن في الوقت السابق كانت ارتفاعات غير معقولة اما الآن فطبيعية وهدوء العقار لا شك انه في كل وقت له طلوع ونزول وانما هو ولد صالح يمرض ولا يموت.
 التنوع في النشاط التجاري سمعة نجاح رجل الاعمال.. هل دخل ذلك ضمن اهدافكم وخططكم المستقبلية في المؤسسة؟
ـ لا شك ان المؤسسة قامت بالتحول الى مجموعة من النشاطات (عقارية.. صناعية) جنبا الى جنب مع المقاولات وكان هذا نابعا من نظرة استراتيجية مدعومة بتوقعات الحكومة الرشيدة بزيادة الطلب على المنتجات الصناعية والعقارية فكان تنفيذ مشروع مصنع للزجاج والمرايا عام 2002م فقد تضاعفت انتاجية المصنع عدة مرات خلال وقت قصير من بداية التشغيل من خلال دعم مشاريع المجموعة ودعم المقاولين الآخرين اضافة الى التصدير الى خارج المملكة.
 هل كانت لديكم توقعات بزيادة نمو الطلب في المنتجات العقارية؟
ـ مع يقيننا بنمو الطلب على ذلك فقد توجهت المجموعة الى استثمار مبالغ كبيرة في مشاريع عقارية وتجارية وسكنية وخدمية اثبتت جدواها خلال فترة محدودة جدا, وعلى الرغم من التوسع الكبير والنجاح الباهر بحمد الله فلا يزال للنمو مكان في وجود نظرة مستقبلية واعية للنمو الواعد في ظل الإنفاق اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله.
 توطين الوظائف للشباب السعودي في القطاع كيف ترى دوره واهميته في اتاحة الفرص الوظيفية للشباب وتأهيليهم؟
ـ لا شك ان المجموعة تزمع بالتوسع في اعمال المقاولات العملاقة مع التركيز على توطين الوظائف بشباب سعوديين ما امكن ذلك.. وكذلك الدخول في المشاريع الصناعية التقنية لدعم مشاريع المدن الصناعية والاقتصادية التي امر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ومما لا شك فيه ان ذلك سيوفر الكثير من الفرص الوظيفية للشباب ويدعم نقل التكنولوجيا للمملكة ويدفع بعجلة الاقتصاد والصناعة يدا بيد مع اخواني المقاولين الآخرين.
 كيف ترى دور المجموعة في الأنشطة الاجتماعية بالمنطقة الشرقية؟
ـ تعمل المجموعة ممثلة في مالكها فهد الحقيل على المشاركة في نشاطات اجتماعية وخيرية ومتنوعة ايمانا منها بالدور للمؤسسات كمشاركة في التنمية الاجتماعية وخدمة المجتمع نفضل عدم ذكرها.
 من كان من زملائك في البدايات؟.
ـ اديب الزامل – خالد الدليجان.
 دعني انتقل معك الى حياة والدكم يرحمه الله من الناحية التعليمية والعملية كيف كانت؟ ومن اين بدأت؟
ـ ولد والدي يرحمه الله في المجمعة, حيث تلقى علمه على يد الشيخ العنقري هو وزملاؤه.
 هل تذكرهم؟
 نعم الشيخ عبدالعزيز عبدالمحسن التويجري والشيخ عبدالعزيز بن صالح امام الحرم النبوي الشريف سابقا يرحمهم الله جميعا وبعد ان اتم دراسته تم تعيينه في امارة نجران مع محمد بن ماضي بالاضافة الى تعيين اخيه الشيخ حمد ابراهيم الحقيل اماما للملك عبدالعزيز والذي تم تكليفه فيما بعد ليكون اماما للجيش السوري في حرب فلسطين عام 1948, والذي عين بعد ذلك رئيسا لمحاكم الخرج.
 ما الذكريات التي يرويها لكم والدكم يرحمه الله؟
ـ كثيرة واتذكر منها انه كان يقول لنا انه ارسل مع محمد بن ماضي اخو الشيخ عبدالعزيز بن ماضي من قبل الملك عبدالعزيز بوفد الى اليمن لمقابلة الإمام يحيى حاكم اليمن انذاك.. حيث ادوا المهمة المكلفين بها من قبل الملك عبدالعزيز وقد تم اكرام هذا الوفد وقد استمر جلوسهم هناك حوالي 20 يوما ثم رجع الوالد بعد ذلك الى مسقط رأسه مدينة المجمعة ثم توجه بعد ذلك الى مدينة الاحساء.
 لماذا توجه الى الاحساء؟
ـ لان والده كان مستشارا للامير عبدالله بن جلوي انذاك واستمر على هذا الحال حتى انتقل الى مدينة الجبيل حيث تسلم هناك وظيفة مدير لمركز ادارة الايتام بالجبيل.
 هل تذكر من كان المقربين اليه؟
ـ كان عمي يرافقه الشيخ احمد ابراهيم الحقيل الذي تعين كاتبا لعدل الجبيل انذاك.
 وكيف كانت مدينة الجبيل في ذلك الوقت؟ وما الأسر الموجودة فيها؟
ـ مدينة الجبيل هي بطبيعة الحال مدينة صناعية وفي ذلك الوقت يوجد بها كثير من الأسر التي نزحت اليها من نجد مثل عائلة الصالح والركبان والقاضي والمعجل والصميد والأحمد وغيرها من الأسر.
 هل تم الاستقرار بكم في الجبيل لفترة طويلة؟
ـ لم يكن ذلك طويلا.. بل انتقلنا الى مدينة الخبر.
 وفي أي عام كان ذلك؟
ـ عام 1385هـ, حيث وقتها عين الوالد يرحمه الله مديرا لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 كيف كانت رؤيتكم لمدينة الخبر في ذلك الوقت؟
 كانت مدينة الخبر في بداية طفرتها بداية دخول الأجانب اليها وكان الوالد دائم الحضور لمجالس الأمراء فيها ثم بعد ذلك تم انتقالنا الى مدينة الخفي حيث تم تعيين الوالد على خط (التابلاين) والخفجي رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث كانت الهيئة متعاونة مع وزارة الحج والأوقاف انذاك.
 ووزارة الحج والأوقاف من كان يرأسها في ذلك الوقت؟
ـ الشيخ سيف بن ابراهيم السيف حيث كان يرأسها وكان الوالد يقوم بتعيين الأئمة والمؤذنين ويقوم بمراقبة المساجد ومتابعتهم.
 هل تتذكر المواقف التي شاهدتها مع والدكم في رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ـ من المواقف التي شاهدتها على الوالد حينما امسك احد الافراد من الذين يشربون المسكر وتم عرضه على الوالد الذي قام بنصحه وارشاده ولم يتركه حتى تعهد له على الا يعود الى ذلك مرة ثانية حتى وصل به الأمر انه لم يقل امام الآخرين حتى لا يفضح امره بين افراد اسرته وزملائه وحتى لا يتم فصله من وظيفته وكان نتيجة لهذا الموقف ان هذا الشخص اصبح داعيا اسلاميا هذا بالاضافة الى ان الوالد كان يهتم كثيرا بالفقراء والمساكين ويعطف عليهم ويقدم لهم العون والمساعدة دون ان يشعر به احد.
 ماذا بقي من اثر في حياة والدكم؟
ـ لقد تأثرت بالوالد فكان لحرصه على التعليم الأثر الأكبر في تشجيعي على الاهتمام بالدراسة وكان له كلمة مأثورة عند زيارة مدير مدرسة الخبر النموذجية لمتابعة تحصيلي العلمي لكم اللحم ولنا العظم.
 ومن كان مدير المدرسة في ذلك الوقت؟
ـ المربي الفاضل عبدالله ابونهية حيث كان دائم النصح والارشاد لي, الأمر الذي كان له بالغ الأثر في شخصيتي.
 هل تأثرت بشخص آخر في حياتك؟
ـ كان عمي الشيخ عثمان الحقيل خير موجه وخصوصا في الحرص على الدين واموره بحكم عمله كرئيس لمحاكم المنطقة الشرقية انذاك, وأول من اسس جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالشرقية كذلك كان لحضوري الدائم مع والدي لمجالس اعيان المنطقة.
 من كانت تضم مجالس اعيان المنطقة الشرقية في تلك الفترة؟
ـ الشيخ محمد البابطين والشيخ عبدالعزيز بن ماضي وسند بن حماد وعبدالمحسن المنقور وحمد المبارك وكان لها اكبر الأثر في اكتساب مهارات الحوار والانصات والاستفادة من خبرات رجال عمالقة واستشفاف رؤيتهم وبعد نظرهم الثاقب في تطورات الحياة بالمنطقة الشرقية.
 والدكم كان رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالخبر؟
ـ نعم بعد الشيخ سند بن حماد.
 ومن كان اول رئيس لهيئة الامر بالمعروف؟
ـ كان الشيخ سند بن حماد وكان رئيس الهيئات بالشرقية الشيخ عبدالعزيز الفالح وكان الوالد يحل مكانه في حالة غيابه.
 ومن كان اول رئيس لمحاكم الشرقية؟
ـ كان الشيخ عثمان الحقيل وكان الشيخ عبدالعزيز المبارك رئيس محكمة الدمام وكان عثمان الحقيل رئيس محكمة الظهران وانتقل المبارك الى الامارات بعدما طلبه الشيخ زايد رحمه الله وبعدها تولى عثمان الحقيل رئاسة محاكم الشرقية.
 ماذا تذكر من مواقف لوالدكم يرحمه الله وانت ترافقه؟
ـ اتذكر ان الوالد يرحمه الله جاء الى محل خباز قبل صلاة الجمعة وكنت معه وكان يبيع فيه رجل من الجنسية اليمنية ورآه مفتوحا فدخل الوالد للمخبز وسحب العصا التي كانت في المخبز من الخباز وهرب اليمني منه وقال اين انت تعال وعندما استدعاه قال له النصيحة بعدم البيع وقت الصلاة ونحن بلا شك تأخرنا على الدخول لصلاة الجمعة لاقفال نار المخبز التي لا نعرف الطريق اليها.
 كلمة اخيرة؟
ـ اود ان انوه بجهود الدولة حفظها الله في خدمة الاقتصاد والصناعة في المملكة واشكر كل من ساهموا ودعموا تطور المجموعة بداية من الطاقم الصغير الذي بدأت العمل معه الى كل موظف يعمل معي الآن.. كما لا انسى كل من اثر في شخصيتي او اضاف شيئا في حياتي من والدي يرحمه الله واشكر جريدة اليوم التي عودتنا على الحضور والتواجد في المحافل بصدق الكلمة ونقل الخبر من مصادره فلها التحية